الأحد، 12 أبريل 2009

عنوان آخر في رواية الأجزاء الأولى

العزيز أنور
 
      و بعدالاطناب و التفخيم و كلام التورية المبهم ..بعد كل تأوهات شعرك المختنقة بغبار عواصف النهاية كنت أبحث عنك..و بقيت  أبحث عنك مطولاً و لكنني لم أجدك!!...أتدري؟؟
لقد شعرت و للمرة الأولى في حياتي بعد كل السنين الماضية بأن قاموس قواعد عربيتي قد ضاع , و بأنني لن أصبح عربياً بعد الآن...و لن أستطيع التمييز بين الفاعل و المفعول به كما في السابق
  شعرت بالتيه بين كلماتك للمرة الأولى و ساورتني احتضارات الاختناق الخائنة ..و ظننت بأنني سأموت في وحال عربيتي التائهة في قصيدتك ..سأختنق بوحال الضعف الذي تكره
آه ...إنه الضعف مرة أخرى يا أنور...ساعدني أرجوك ... أريد القلم ..و المحبرة العتيقة للوحة الفنون ..كما أريدك أن تساعدني في دروس القواعد  و شروح المعلقات و تلاخيص قصص التاريخ المملة ... أعدك بعدد القواعد الرياضية و بمدى قوة الجذاذبية الأرضية  و بكل قوى الأرض الفيزيائية بأنني سأرضي غرورك تجاه الرياضيات و سأجعلك تألفه تماماً كما  كنت تألف قطة مريم السوداء القبيحة ..لكنني أرجوك ألا تستلم لضعف نفسك ,ألا تصغي لهذيان ذاتك.
لقد خلفني ضعفك متعثراً و من ثم منكباً على وحال قصيدتك ..و  توغلت فيها حتى الرغبة في الانتحار ..غباءأً مني ..وظناً مني بأنه قد يكون ذو فائدة ..و بعد خطى قليلة أدركت بأن كل مافعلته لأجلك قد كان هدراً للطاقة الممزقة بجروحك في داخلي ,و بأنني لو عاينت جراحك تلك بهدوء البسملة لما تهت في المسافة بيني و بينك
 
و حسبتني فهمت القصيدة كلها و فككت كل رموزها و شخوصها ,و كنت تضحك في كل مرة أقول لك فيها ذلك .. و لم أدرك الحقيقة إلا في تلك الليلة .. عندما وجدتك وراء ذاك الجدار بتلك العينان الحمراوان اللتان تتواريان عن الليل و الحقيقة .. و ذاك الذبول على محياك... ذاك الذبول الذي لا يخلفه إلا الغرق.......
 
......
و ركضت إليك مهرولاً ...و هززت ساعديك ..أتذكر!!؟؟
 
 
أنور...أنور ...أنور ...مابك ..أخبرني......مابك؟ ...
 و ماكان  لك إلا أن تشيح عني و تزيد على جمرك أوتاداً ...أرجوك!؟....مالخطب..مالذي دهاك!؟؟.. و أنت تقسم على عينيك ألا تتكلم و على شفتيك أن تكتم أزيز المرجل الذي أحرق جسدك ... و مابرحت واقفاً أنظر إليه ... أيعقل أن ذاك الذي رأيته في تلك الليلة هو أنت!؟ ...  أفزعني صدك الحاد و ضعفك .. أفزعتني اللحظة التي وجدتك تكتم فيها ...و تكتم و تكتم .. و تأخذ فيها أنفاسك كأسد جريح و لا أجد على ذلك كله إلا رسالة إعتذار من عينيك التي لم يسعهما  أن تتحمل المزيد من الألم و الدموع
 
خشيت من ضعفك أن ينال مني .. كما كنت دائماً تخشى أن ينال منك انفعالي .. و أفزعني كل ما رأيت فما كان لي إلا أن سمعت صدى صوتي يجلجل في الشارع و أنا اردد أنور .....بالله عليك .. مالذي دهاك؟ ... أجبني ... أنظر إلي .. أنظر إلي...!!؟
 ..
و عجبت للحقيقة الخرساء في عينيك تنطق بالمبهم المتواري في صدرك ... كيف جرفتني و رياحك مع القصيدة و تركت نفسك مع القوافي !؟؟ ...و وجدت نفسي تائهأً أكثر في خضم الحقيقة بين الشقيقة و الصديق....أتذكر !؟؟...كان السؤال  الوحيد الذي سألتك أياه حينذاك (( لماذا قبلت أن تكون شاهد نكاحها؟؟))و لم تجبني ..بل ظلت عيناك بمداهما الحزين معلقتان في عدم الظلام من حولنا ...
و انتهى كل شيء بانتهاء تلك اللحظة ... و عدنا إلى الشيخ و كل من كانوا بانتظارنا ..ووقعت شهادتك بقلب الأسد .. و رأيتك تضحك مع الجميع و تتغلغل بأطراف الحديث معهم ,و كأن عيناك لم تبكي أبداً .. و قلبك الراجف لم يرى في هذا العالم ما يهز جناحه...!!! كيف احتملت كل هذا ..و كيف صبرت عليه !؟؟...لست أدري
 
 
 
و مرت علينا أيام كثيرة لم أكن أجروء فيها على أن أحادثك , و لم تكن لتسمح لي بذلك ... و أنعدم كل ما كان بيني و بينك على الرغم من ابقاء ظاهر الامور كسابق أحوالها . و على الرغم من أنك أجدت أتقان دورك أمام الجميع .والإبقاء على صورة ((أنور)) كما الكل يعرفه , إلا أنني في تلك الفترة بالذات عرفت أنور الذي لم يعرفه أحد!!؟و بقيت أتساءطويلاً ..هل هذا هو أنت حقاً...أم انه انكسارك فحسب

هناك تعليق واحد:

علي يقول...

جميل ان اكتشف قلما بحرينيا مبدعا اخرا على شبكة الانترنت :)

:)

تحياتي